شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم الدكتور محمد سعيد طوغلي
كلنا نعلم ونؤمن أن تايوان مقاطعة صينية تتمتع بالحكم الذاتي وهي جزء لا يتجزأ من الخارطة الصينية والأمة الصينية، واليوم تفاجأَ العالم بحمق الدبلوماسية الأمريكية المتجسدة في زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي “نانسي بيلوسي” إلى مقاطعة تايوان الصينية. وتعد هذه الزيارة خطوة وقحة بكل المقاييس، متجاهلة التحذيرات الصينية ومعارضة معظم أحرار العالم .. وما هذه الزيارة إلا خرق للقوانين والأعراف الدولية ولبيان تأسيس العلاقات الصينية الأمريكية الصادر عام 1979، الذي بموجبه تعترف أمريكا بأن حكومة الصين هي الحكومة الوحيدة والشرعية التي تمثل كافة الجغرافيا الصينية، مما يتوجب على الولايات المتحدة الأمريكية الالتزام بنص البيان وبالصين الواحدة والغير مجزأة.
والسؤال المطروح اليوم: لماذا برمجت هذه الزيارة في هذا التوقيت بالذات؟ ماهي تبعات وتداعيات هذه الزيارة؟ وهل ستكون هذه الزيارة إشعالاً لفتيل الحرب بين الصين صاحبة الحق وأمريكا المعتدية؟ وهل آن الأوان لضرورة استعادة تايوان عسكريا وبسط السيادة الصينية الشرعية عليها؟ .. هذه الأسئلة هي وحدها الأيام القادمة .كفيلة بالإجابة عليه.
وفي وقت سابق أعلنت وزارة الدفاع الصينية عن إطلاق مناورات عسكرية بدأً من يوم الخميس القادم حتى الأحد في ستة مناطق بحرية تحيط بجزيرة تايوان . كما وأكدت الوزارة في بيان لها أن جيش التحرير الشعبي الصيني في حالة استعداد قتالي، وسوف يقوم بالعديد من الأنشطة العسكرية رداً على زيارة بيلوسي الاستفزازية، علماً أن هذه الزيارة هي الأولى لمسؤول أمريكي منذ (25) عاماً.
وتعد زيارة بيلوسي لمقاطعة تايوان انتهاكاً واضحاً لسيادة جمهورية الصين الشعبية وتدخلا في شؤونها الداخلية وتقديم الدعم للانفصاليين، وهذا يشكل بحد ذاته استفزازاً خطيراً قد يودي بالعلاقات الصينية الأمريكية إلى مهب الريح.
وشخصيا أعتقد أن أمريكا ستدفع ثمناً باهضاً بسبب حماقة سياسييها على الخطأ الكبير الذي ارتكبوه بإعطاء الضوء الأخضر للقيام الزيارة وعليهم تحمل تبعاتها .