شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
بقلم: باسم محمد حسين
فرضت الصين نفسها بقوة المبدأ على منظومة السباق العالمي، اقتصادياً وسياسياً وتكنولوجياً، وأصبح ((التنين الصيني)) واحداً من الدول الأقوى التي تتحكم بمؤشرات الصراع فوق ظهر هذا الكوكب في جميع هذه المجالات، ويُضاف إليها الثقافية والمجتمعية المتطورة، وهذا ما دفع أعداء الصين لمحاولة تشويه سمعتها في مجالات عدة، كاتهامها بنقل فايروس كورونا إلى العالم، والذي ثبت بأنه مصنّع في أميركا ومسجل عام 2015 وبذات الاسم (corona virus) كبراءة اختراع من قِبل ثلاثة عُلماء أميركيين هم (اريكا بيكرتون، بول برتن، وسير آكيب)، وهذا ما أوضحه مُقدِّم برنامج الاتجاه المعاكس في ((قناة الجزيرة)) الدكتور ((فيصل القاسم))، في برنامجه يوم 18/3/2020، والأكثر ضرراً هو محاولات تشويه مواقف الصين من الأديان وكيفية التعامل مع معتنقيها.
المؤسسات الصينية الرسمية تقر حرية اختيار المواطن لأي دين وممارسة طقوسه وشعائره بكل حرية، استناداً إلى القانون الصيني المنفتح، وتمنع الدولة الصينية إجبار أي شخص أو مجموعة أشخاص على الإيمان بدين معين أو معتقد ما بدون قناعة راسخة، فلكل مواطن في الصين حرية التدين من عدمه في الديانات الموجودة والمسجلة رسمياً في الدولة الصينية. كما تسمح الدولة للكيانات الدينية بحرية التملك ونشر الأدبيات وجمع التبرعات اللازمة لأنشطة كل جهة منها، وبالتأكيد وفق أساليب رسمية بسيطة وتحت سيطرة الحكومة واجهزتها المعتمدة، تماماً كما هو هذا الأمر في أية دولة أخرى سيّدة على أرضها وشعبها بقوة قانونها والقانون الدولي.
في الصين لا توجد احصائية رسمية لعدد المتدينين في مختلف الديانات المنتشرة هناك، ففي الصين عدد كبير من المؤمنين ممن يمارسون الطقوس الدينية المختلفة، السماوية منها والوضعية، وأشهرها البوذية التي انتقلت الى الصين قبل 2000 تقريباً وأغلبية معتنقي هذه الديانة هم من قومية (هان)، وكذلك التبتيون (ساكني التبت)، ولكن ببعض الاختلاف في الطقوس والممارسات. وتأتي بعدها الديانة الطاوية، وتاريخها يعود إلى ما يقارب 1700 سنة. وهذه الديانة مبنية على كتابات مؤسسها (لاو تزو)، وتعتمد على ثلاثة أمور في اعتقادها، وهي (التواضع، التعاطف والتوفير)، وهذه أمور طيبة تعتمدها اغلب الديانات في العالم. وأغلب المؤمنين بهذه الديانة هم من سكنة المناطق الحضرية والمدن، ولها أتباع في مناطق ماكاو وهونغ كونغ والمناطق الشرقية من قارة آسيا.
تأتي بعدهما الديانة الإسلامية التي دخلت إلى الصين أيام الدعوة الإسلامية قبل 1300 سنة تقريباً، وهناك أعداد كبيرة ممن يتبعون هذه الديانة السماوية ويعيشون في مختلف مناطق الصين، وخصوصاً في موطنهم القومي في (شينجيانغ، ونيغشيا)، بالإضافة لوجود أعداد لا بأس بها من المسلمين والمساجد في مدن كبكين وشنغهاي وجانكسو وفي غيرها من المدن والبلدات، وهم يمارسون طقوسهم بكل حرية واحترام متبادل مع بقية شرائح المجتمع والمتدينين ومواطني جمهورية الصين الشعبية.
في مقالة الاستاذ محمود مراد نائب رئيس التحرير جريدة ((الأهرام)) نشرت على موقع انترنت سفارة الصين في مصر (2004)، نقرأ أن ((الجمعية الإسلامية الصينية)) ترعي الشؤون الإسلامية والمساجد، ومنها مسجد ” نوجي ” في بكين، وهو مسجد قديم عمره أكثر من سبعمائة عام، يقع في شارع قديم يسمى طريق البقر، يُقيم فيه أكثر من مائة ألف مسلم.. أي نحو نصف عدد المسلمين في العاصمة الصينية إذ يتركز معظم المسلمين في المنطقة الغربية من الصين. بالاضافة إلى ذلك، يوجد في الصين أكثر من 40 ألف إمام مسجد وداعية. أما بالنسبة لعدد المساجد فيوجد في الصين أكثر من 35 ألفاً منها. ((المرجع: موقع http://arabic.china.org.cn/arabic/101575.htm))
1- مسجد هوايشنغ في قوانغتشو قيل إنه بني في عهد أسرة تانغ (618-907م) وهو يحمل اسم مسجد “المنارة” أيضا ويعتبر أقدم مسجد في الصين.
2- مسجد تشينغجينغ في تشيوانتشو تم بناؤه بين عامي 1009 و1010م على الأقل
3- مسجد العنقاء في هانغتشو قيل إنه بني في أسرة تانغ (618-907م) ودمر في عام 1203م وأعيد بناؤه في عام 1281م
4- مسجد الكركي في يانغتشو قيل إنه تم بناؤه بين عامي 1265 و1274م
5- مسجد نيوجيه في بكين بني في عام 996م حسب ما ورد في ((تاريخ قانغشانغ))
6- مسجد هوايديان في شنتشيو بمقاطعة خنان بني في عام 1273م
7- مسجد سونغجيانغ بشانغهاي بني عام 1295م
8- جامع جينان الجنوبي بني في عام 1295م
9- مسجد دينغتشو بمقاطعة خبي بني في عام 1343م
10- مسجد دونغسي ببكين بني في عام 1356م
11- جامع جينينغ الشرقي بمقاطعة شاندونغ بني بين عامي 1368و1398م
12- جامع بوتشن بمقاطعة خبي بني بين عامي 1368و1398م
13- مسجد جينغجيوه في نانجينغ بني في عام 1388م
14- جامع كايفنغ الشرقي بمقاطعة خنان بني في بداية أسرة مينغ (1367-1644م)
15- مسجد زقاق هواجيوه بمدينة شيآن بني في عام 1392م. ولكن هناك أقوالا مختلفة
16- جامع عيد كاه في شينجيانغ بني في أواسط القرن الخامس عشر
17-جامع كوتشار في شينجيانغ بني في القرن السادس عشر
18- مسجد أمين في شينجيانغ بني في عام 1778م
19-جامع دونغقوان في مدينة شينينغ بني بعد انتصار ثورة 1911م
20-مسجد شياوتاويوان في شانغهاي بني في عام 1917م
21-مسجد تايبيه بني في عام 1960م
22-جامع نانقوان بمدينة ينتشوان بني في عام 1981م
23- مسجد دونغقوان الشرقي في محافظة تساوشيان بمقاطعة شاندونغ بني في عام 1985م
وبما يخص الديانة المسيحية في الصين فلا توجد إحصائية دقيقة لعدد أتباعها، إلا أن الأب الخوري محمد جورج شرايحة أشار في مقالة له عن المسيحية بالصين، أنها دخلت إلى تلك البلاد خلال عهد سلالة تانغ في القرن السابع الميلادي مع وصول المسيحية “النسطورية” في عام 635م. أعقب ذلك المبشرون الفرنسيسكان في القرن الثالث عشر، واليسوعيون في القرن السادس عشر، وأخيراً البروتستانت في القرن التاسع عشر.. وكان انتشار المسيحية بطيئاً في القرون الأولى لغاية عام 1840م بعد “حرب الأفيون” بين بريطانيا والصين حيث ازداد آنذاك عدد المؤمنين المسيحيين، وهم يمارسون طقوسهم ويحتفلون بأعيادهم بكل حرية واحترام في كنائس عديدة.
من المفيد ذكره في هذه المقالة، أن الحكومة الصينية منعت بعض الفئات التي تدّعي التدين من العمل لأنها تستخدم الشعائر والطقوس الدينية في أهداف غير دينية، ولأنها توظف الايمان الديني لخداع الناس والتأثير على المجتمع بشكل سلبي، ولأنهم يرفعون إلى مستوى التأليه بعض قادتهم، وينشرون الافكار الخرافية التي تعرض المجتمع الصيني المثابر الفعّال ووحدته وسلوكياته المستقيمة وتقدمه المضطرد للخطر.
لم تدخر القيادة الصينية، وإلى جانبها الحكومات المحلية في المناطق ذات الحكم الذاتي جهداً مهما كان بسيطاً أو كبيراً إلاّ وهيأته لأي مجموعة أو طائفة أو عرق لتمارس شعائرها الدينية الواجبة في أماكنها المخصصة وأوقاتها المحددة، فهناك العديد من الجوامع والكنائس ودور العبادة الأخرى القديمة والمُرمّمة حديثاُ على نفقة الدولة الصينية نفسها والتي يؤم بعضها الأفواج السياحية من مختلف الدول للاطلاع على ثقافات القوميات الصينية وإيمانها الديني الذي تتبعه.
مرحى للصين العملاقة قيادةً وشعباً.
المصادر المُستخدمة:
1/جريدة الشعب الصينية (يومية)؛
2/شبكة الصين.
3/موقع المعرفة (عربي).
ـ (ملاحظة: هذه المقالة تُعبّر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة عن رأي “شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية”.)
….
بوركت والدي العزيز. حديث جميل عن الحريات الدينية وموثق بالادلة