في إطار التعاون الطبي الصيني-الأفريقي، تجذب الصين المزيد من الأكفاء الطبيين من أفريقيا للدراسة والتدريب المهني لخدمة المجال الصحي الأفريقي بشكل أفضل.
وخلال قمة منتدى التعاون الصيني-الأفريقي (فوكاك) لعام 2024، أعربت الصين عن استعدادها للعمل مع أفريقيا لتعزيز الشراكة الصينية-الأفريقية في مجال الصحة وإنشاء تحالف صيني-أفريقي للمستشفيات وبناء مراكز طبية مشتركة. وستبعث الصين 2000 عضو في الفرق الطبية إلى أفريقيا وتنفذ 20 مشروعا طبيا ولمكافحة الملاريا، وتشجع الشركات الصينية على الاستثمار في إنتاج الأدوية لمواصلة تقديم المساعدة بأفضل ما لديها في مجال الصحة.
ومنذ أكثر من شهرين، سافرت إسراء حمزة الطبيبة من مصر إلى مستشفى الشعب بمقاطعة جيانغسو بشرقي الصين لدراسة جراحة تنظير القصبات الهوائية في قسم الجهاز التنفسي، وأعجبت بشدة بالمعدات الطبية المتقدمة للمستشفى والمواقف الاحترافية والكفاءة المهنية للأطباء.
ومن حضور الندوات الأكاديمية وتعلم عملية تنظير القصبات الهوائية إلى مراقبة العملية الجراحية وحتى المشاركة فيها، انتقلت إسراء تدريجيا من وراء الكواليس إلى أمام طاولة العمليات. عرضت إسراء صورة على هاتفها قائلة “هذه صورة لي مع أستاذي أثناء إجراء عملية جراحية لمريض بمستشفى الشعب بمقاطعة جيانغسو”، وكشفت لهجتها عن شعورها بالفخر والمسؤولية. وأضافت “أريد نقل ما تعلمته في الصين إلى مصر لتخفيف آلام المرضى”.
ويعتبر مجال الرعاية الطبية والصحية أحد المحاور المهمة للتعاون بين الصين وأفريقيا. في أبريل عام 1963، وصل الفريق الطبي الصيني المكون من 13 عضوا لمساعدة الجزائر إلى مدينة سعيدة بغربي البلاد، لتبدأ بذلك عملية المساعدات الطبية الصينية لأفريقيا. وعلى مدار الـ60 عاما الماضية، بعثت الصين إجمالي 25 ألف عضو بالفرق الطبية إلى 48 دولة أفريقية، وعالجت نحو 230 مليون مريض، ودربت 80 ألف كفء طبي من مختلف الدول الأفريقية، مما ساعد في تنشئة مجموعة من الأطباء رفيعي المستوى يمكنهم إجراء العمليات الجراحية بشكل مستقل ليكونوا المواهب الطبية المحلية في الدول الأفريقية.