على الرغم من معارضة الصين المتكررة، تصر واشنطن على بدء محادثات تجارية رسمية مع منطقة تايوان الصينية، وإرسال إشارة خاطئة وخطيرة للقوى الساعية لما يسمى “استقلال تايوان”.
ما يسمى بالمفاوضات التجارية ما هو إلا مجرد ذريعة. ووراء هذه الخطوة الخبيثة تكمن مكيدة واشنطن السياسية لتحدي مبدأ صين واحدة واحتواء الصين من خلال استغلال مسألة تايوان، وهي القضية الأكثر أهمية والأكثر حساسية في صميم العلاقات الصينية-الأمريكية.
وبفعل هذا، فإن واشنطن تتراجع عن الوعد السياسي الذي قطعته على نفسها بشأن التمسك بمبدأ صين واحدة، وتدهس البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة التي تشكل الأساس السياسي للعلاقات الصينية-الأمريكية.
وبينما يتحدث السياسيون في واشنطن كثيرا عن إقامة “حواجز حماية” في العلاقات الصينية-الأمريكية، فإنهم يفعلون العكس تماما، حيث أصبح بعضهم عديمي الضمير بشكل متزايد في تحديهم للخطوط الجوهرية للصين، والتسبب في اضطرابات عبر مضيق تايوان.
الحقيقة هي أن البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة تمثل “حواجز الحماية” الأكثر موثوقية في العلاقات بين البلدين. وهذه الوثائق تنص بوضوح على أن الولايات المتحدة تعترف بحكومة جمهورية الصين الشعبية بصفتها الحكومة الشرعية الوحيدة للصين، وتقر بالموقف الصيني بشأن وجود صين واحدة وأن تايوان جزء منها.
وبناء على هذا الأساس، استوفت الولايات المتحدة الشروط الثلاثة المسبقة التي وضعتها الصين، وهي قطع ما يسمى بـ”العلاقات الدبلوماسية” وإلغاء “معاهدة الدفاع المشترك” مع سلطات تايوان، وسحب القوات العسكرية الأمريكية من تايوان.
وقد مكن هذا الصين والولايات المتحدة، وهما دولتان لهما أنظمة اجتماعية وأيديولوجيات مختلفة وفي مراحل مختلفة من التنمية، من إجراء حوار وإقامة تعاون وتحقيق نتائج مهمة عادت بالنفع على الجانبين والعالم بأسره.
ولقد أظهرت الحقائق أنه عندما يتم احترام مبدأ صين واحدة، فإن العلاقات الصينية-الأمريكية يمكن أن تنمو بسلاسة ويمكن الحفاظ على السلام عبر المضيق بشكل فعال. وعندما يتم تقويض مبدأ صين واحدة، فإن العلاقات الصينية-الأمريكية ستعاني من اضطراب وتراجع، وقد يواجه الوضع عبر المضيق تحديات خطيرة.
ولذلك، فإنه من خلال الالتزام الحازم بالتعهدات المنصوص عليها في البيانات المشتركة، والالتزام بالاتجاه الصحيح وإزالة العوائق في الوقت المناسب، لن تنحرف أو تخرج العلاقات الصينية-الأمريكية عن السيطرة.
لقد أصبح مبدأ صين واحدة توافقا دوليا سائدا وعرفا أساسيا مقبولا على نطاق واسع في العلاقات الدولية. ومنذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، أكدت أكثر من 170 دولة والعديد من المنظمات الدولية مجددا التزامها بمبدأ صين واحدة.
وعلاوة على ذلك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ورئيس الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة عبد الله شاهد، حديثا التزام الأمم المتحدة بالقرار رقم 2758، والذي تم التأكيد فيه بوضوح على مبدأ صين واحدة.
وبتحدي مبدأ صين واحدة، تدمر الولايات المتحدة “حواجز الحماية” الفعلية للعلاقات الثنائية مع الصين. ما يعد تحديا للمجتمع الدولي أيضا.
وعلى مدار الأعوام، تبنت واشنطن بشكل أحادي ما يسمى “قانون العلاقات مع تايوان” ووضعته في مقدمة البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة في بيان سياستها. وقد أدخلت بوضوح “التأكيدات الستة” التي تمت صياغتها سرا في توصيفها لسياسة صين واحدة. كما قامت بزيادة مبيعات الأسلحة إلى تايوان وتخفيف القيود المفروضة على التبادلات مع الجزيرة.
وبفعل كل هذا وبحديثها عن “حواجز الحماية”، واشنطن تعني في الواقع “أنني أستطيع فعل ما أريد، ويجب عليك ألا تتخذ خطوات مضادة”. وهذا دليل واضح على عقليتها المهيمنة ومنطقها المنحرف.
قال حسن أسلم شاد متخصص في القانون الدولي في باكستان، إن الولايات المتحدة تحاول أن تجعل تايوان رأس الجسر في مواجهة الصين، ولقد اختبرت مرارا الخط الأحمر للصين وتحدت المصالح الأساسية للصين بهدف احتواء التنمية السلمية للصين.
وقال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، إن “الولايات المتحدة يجب ألا تطور شيئا بشأن ما يسمى حل “دولتين صينيتين” عن طريق الحيلة أو من خلال عملية تدريجية.
لا يمثل مبدأ صين واحدة مصدر قلق كبير لمصداقية الولايات المتحدة فيما يتعلق بالوفاء بوعودها فحسب، بل أيضا للعلاقات الصينية-الأمريكية والسلام والاستقرار في العالم كله. يجب أن تتوقف واشنطن عن المضي قدما في الطريق الخاطئ المتمثل في التشويه والتلاعب والمراوغة والتفريغ بمبدأ صين واحدة.
*CGTN العربية.