CGTN العربية/
في مواجهة الأزمة الناجمة عن تفشي فيروس كورونا الجديد، قام 1.4 مليار صيني بالتضامن والتعاون لبناء خط الدفاع القوي ضد الوباء، كما حققوا الانتعاش التدريجي للاقتصاد الصيني أيضا. في الآونة الأخيرة، رفعت الشخصيات الدولية الكبرى ووسائل الإعلام الأجنبية والمؤسسات المالية والخبراء والعلماء توقعاتهم بشأن الاقتصاد الصيني، وهم يأملون في أن يضخ الانتعاش الاقتصادي الصيني المزيد من القوة والثقة في العالم.
نمو إيجابي
بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد، يواجه الاقتصاد العالمي أسوأ ركود منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي. ومع ذلك، لا يزال هناك بارقة ضوء في هذه الأزمة السيئة. أشار “تقرير التوقعات الاقتصادية العالمية” الصادر عن صندوق النقد الدولي في الـ 24 من يونيو إلى أن “الصين هي الدولة الوحيدة التي يتوقع أن تحقق نموا إيجابيا في عام 2020.”
تدعم أحدث البيانات الاقتصادية في الصين التوقعات المتفائلة من الوكالات الدولية: في شهر مايو، نمت القيمة المضافة للمؤسسات الصناعية الصينية فوق الحجم المحدد لشهرين متتاليين، وتحول مؤشر إنتاج صناعة الخدمات من الانخفاض إلى الارتفاع، وضاق الانخفاض على أساس سنوي في إجمالي مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية بشكل حاد… أظهرت جميع الدلائل أنه على الرغم من أن الاقتصاد الكلي لم يعد إلى مستوياته الطبيعية بعد، إلا أن استئناف الصين للعمل والإنتاج قد حقق نتائج أولية بالفعل، وبدأ الاقتصاد الصيني في التعافي.
“الصين.. نموذج يحتذى به”
أعلن بيل غيتس علنا في أبريل من هذا العام أن “أكثر من نصف الموظفين في الصين استأنفوا العمل، والصين هي نموذج لاستئناف العمل الذي يمكن التعلم منه.”
في الوقت الحاضر، في العديد من الشركات متعددة الجنسيات، “يُطلب من كبار المسؤولين التنفيذيين في الصين مساعدة مقر الشركة على قيادة إعادة تشغيل الأعمال العالمية”، وأصبح هذا الشيء طريقة ملائمة للتعلم من تجربة الصين في استئناف العمل والإنتاج.
على سبيل المثال، قال الرئيس التنفيذي لشركة “ستاربكس” إن الصين تقدم “نموذجا” للممارسات الجديدة، مثل القيام بقياس درجة حرارة لعامل باريستا (محضر القهوة) قبل التحولات، يمكن استخدام هذه الطريقة في المتاجر الأمريكية التي يتم إعادة فتحها؛ ووسعت شركة فورد للسيارات الأمريكية لوائحها ذات الصلة في الصين إلى أوروبا وستلعب دورا في إعادة تشغيل العمليات حول العالم.
في الواقع، إن قواعد السلوك مثل قياس درجة حرارة وارتداء الكمامات هي تجربة التشغيل الأكثر سطحية في استئناف الصين للعمل والإنتاج، إن مفهوم “الحياة أولا” هو الشرط الأساسي، والاقتصاد الرقمي هو ابتكار مهم، هاتان النقطتان هما اللتان تشكلان التجربة الأكثر أهمية.
انتعاش سلسلة الصناعة العلمية
في مواجهة الوباء، ساهم “صنع في الصين” نشر قوته إلى العالم. وباعتبارها أكبر وأكمل دولة من ناحية سلسلة الصناعة في العالم، قامت الصين بتقديم أكثر الكمامات وأجهزة التنفس الصناعي ومعدات الوقاية الشخصية للعالم.
يعد توفير مواد الوقاية من الوباء للعالم جانبا إيجابيا من انتعاش السلسلة الصناعية في الصين، والأهم من ذلك، أدى انتعاش السلسلة الصناعية الصينية إلى انتعاش السلسلة الصناعية الدولية. ومع تطور العولمة العالمية، تعود المراحل الأولية والنهائية لدول العالم في سلاسل صناعاتها دائما بالفوائد المتبادلة والمتكاملة لبعضها البعض. وحسب ما أفادته شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية: “إن الشركات الصينية لا تستأنف أعمالها وإنتاجها سريعا فحسب، بل تساعد الموردين الأجانب على استعادة قدراتها الإنتاجية أيضا، ودفعت استئناف سلاسل التوريد الدولية.
السوق مع 1.4 مليار شخص تنفتح للعالم
في الوقت الذي تسود فيه الحمائية والأحادية لبعض الدول، اختارت الصين استمرار توسيع انفتاحها وفتح سوقها مع 1.4 مليار شخص للعالم وتشارك فوائد النمو مع العالم، وهو ما سيفيد الاقتصاد العالمي بلا شك.
على سبيل المثال، كأكبر سوق للسيارات في العالم، جلب نمو مبيعات السيارات في الصين مقابل الاتجاه في النصف الأول من هذا العام أرباحا قيمة لشركات صناعة السيارات العالمية. وقالت شركة فولكس فاجن، أكبر شركات صناعة السيارات في العالم إن الطلب في الصين قد اقترب من نفس المستوى الذي كان عليه قبل عام، وإن سوق الصين هي السوق الأهم للشركة.
وإن الصين مليئة بالإخلاص في فتح سوقها، وقررت استمرار استضافة معرض الصين الدولي للاستيراد في هذا العام، بالرغم من المخاطر التي تواجهها في ظل تفشي الوباء. وسيصبح هذا المعرض منصة هامة لإنعاش التجارة العالمية.
وإن نمو الصين هو فرصة لا تشكل تهديدا وإن الصين هي شريكة وليست عدوة. ومواجهة الصعوبات الكبيرة الناجمة عن تشفي الوباء، اختارت الصين الوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ والتكاتف مع دول العالم لمكافحة الوباء وإنعاش الاقتصاد.