شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
دكتورة كريمة الحفناوي*
تعريف بالكاتبة: #*كريمة_الحفناوى: إعلامية مصرية شهيرة، ومُعتمدة للكتابة في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية في الجزائر؛ وعضو متقدم ناشط في #الأتحاد_الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب #أصدقاء_وحلفاء #الصين؛ وناشطة سياسية وقيادية في حركة كفاية؛ وعضو مؤسس بالحزب #الاشتراكي_المصري وجبهة نساء #مصر، وعضو حملة الحريات #النقابية والدفاع عن حقوق العمال؛ وعضو لجنة #الدفاع عن الحق فى الصحة – مصر.
فى استطلاع للرأى أخير فى (مركز جالوب لقياس الرأى العام)، حول أكثر الدول شعبية، احتلت ألمانيا المركز الأول بفارق كبير عن أمريكا. وهذ النوع من الأخبار يكذبه ترامب كما يكذب الصحافة دائماً، ويُعلن مسبقاً أن الاعتماد على التصويت بواسطة البريد فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة؛ فى 3 نوفمبر؛ سيتم تزويرها، وأن بعض الدول ستقوم بالتدخل فى الانتخابات لإسقاطه!
ينشغل ترامب الآن بالمزيد من المعارك الداخلية والخارجية التى تزيد من تباعد أمريكا عن الدول الحليفة والصديقة لها، نتيجة لتفكيره فى مصلحته الخاصة بالنجاح فى الانتخابات الرئاسية الثانية. ولقد زادت هذه المعارك في تباعد عدد من حلفائه واصدقائه من دول أوروبا عنه، والتى تفكر الآن فى الاعتماد على نفسها وعدم الرضوخ للضغوطات الأمريكية التى تؤثر عليها اقتصادياً، وتؤثر على علاقاتها بدول مثل الصين وروسيا تربطها معهما علاقات تجارية واستثمارية واسعة، ومشروعات خاصة بتصدير النفط والغاز من روسيا إلى الدول الأوربية، ومنها مشروع خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2″، لنقل الغاز المسال الروسى إلى ألمانيا ودول أوربية أخرى عبر البلطيق بأسعار منخفضة عن سعر الغاز الأمريكى، هذا بجانب الضغوطات على بريطانيا من أجل وقف التعاون مع شركة (هوواى) الصينية لبناء شبكة اتصالات فائقة السرعة.
وأضف إلى ذلك مطالبة ترامب من دول “الاتفاق النووى الإيرانى”، والذى تم فى مايو 2015 الخروج منه وفرض عقوبات جديدةعلى إيران، ولكن لم تنفذ الدول الأوروبية ذلك لأنه يضر بالسلم والاستقرار على مستوى العالم .
بدأ ترامب مع بداية استلامه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية فى يناير 2017، وتحت شعار أمريكا أولاً، بالخروج من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الموقِعة عليها أمريكا و/ أو المشارِكة فيها، ومنها اتفاقيات (المناخ والاتفاق النووى الإيرانى ووقف المساعدات المقدمة لفلسطين ولوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)، مما ساعد على تقليص الثقة فى شخص ترامب والخوف من عقد اتفاقيات مع (أمريكا ترامب) خشية الرجوع فى كلامه حيث أنه ومنذ مجيئة تميز بوضع سياسة ما داخلية أو خارجية، ثم التراجع عنها فى اليوم التالى إن لم يكن فى نفس اليوم، وفى الوقت الذى قال فيه إن أمريكا صرفت كثيراً على الحروب الخارجية وعلى الدول أن تدفع ثمن حمايتها، وبدأ بسحب بضعة آلاف من الجنود من بعض الدول وعمل على تقليص الإنفاق العسكرى، إلا أنه ما زال يدعم العديد من الصراعات والحروب الإقليمية والدولية، وخاصة داخل وطننا العربى ومنطقة “الشرق الأوسط”، بجانب لعب دور حامى حمى الديار الإسرائيلية وأمن وأمان “إسرائيل”، بل واتخذ العديد من القرارات (لكسب أصوات اللوبى الصهيونى) التى تتميز بشروط الصفقات لأنه لم ينس لحظة أنه تاجر كبير يتحرك بمنطق الجشع والطمع، فكانت صفقة القرن التى رفضتها الشعوب العربية ولفظتها معظم دول العالم لأنها لا تقوم على الشرعية الدولية بحل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، بل لكونها تعتمد على قيام الدولة اليهودية وعاصمتها القدس الأبدية، بل وضم الأراضى المحتلة الفلسطينية عام1967 فى الضفة الغربية والجولان.. أى تصفية القضية الفلسطينية وبناء حلف أمريكى صهيونى “عربى” بداخله الكيان الصهيونى، مع ضمان جعله القوة العسكرية المتقدمة، وزعم أن هذا الحلف ضد دولة إيران التى تهدد مصالح المنطقة.. أى أن العدو الصهيونى الذى يقتل ويُشرّد أبناء فلسطين يومياً، ويقتلع الزرع ويهدم منازل الفلسطينيين، أصبح صديقاً، وأصبحت إيران هى العدو الأساسى.
وهذا ياسادة هو “مشروع الشرق الأوسط الجديد” الذى وقفت ضده الشعوب العربية لأنه يُحوِّل الوطن العربى إلى دويلات تدور كتروس فى عجلة الاقتصاد الأمريكى، لضخ مزيد من الأرباح وتراكمها فى يد القلة الاحتكارية التى تحكم وتتحكم فى العالم كقطب واحد، وهى الولايات المتحدة الأمريكية.
تزداد شراسة ترامب لأنه يدرك أن هناك أقطاباً صاعدة فى المرحلة القادمة كالصين وروسيا ولن تبقى أمريكا هى القطب الوحيد المهيمن على العالم، فالصين تصعد كقوة اقتصادية استراتيجية فى السنوات القريبة القادمة، وهى الآن تحتل المرتبة الثانية فى الاقتصاد العالمى، بل وفقاً لتعادل القوى الشرائية للدولار تعتبر الاقتصاد الأول. لذا كانت معارك الهجوم على الصين وشن حرب تجارية عليها، ولكن واجهتها الصين بالمِثل. هذا بجانب معارك دبلوماسية، والهجوم على الصين واعتبارها مسئولة عن تفشى فيروس كورونا، وطبعا الجميع يعرفون أن ترامب فشل فشلاً ذريعاً فى مواجهة الفيروس صحياً واجتماعياً واقتصادياً، وأن الولايات المتحدة الأمريكية الأولى عالمياً فى عدد الإصابات والوفيات.
إذاً، انتقلنا لأحدث هذه المعارك وليس آخرها…