وفقا للتقرير الصادر عن موقع صحيفة ((نيويورك تايمز)) الأمريكية في الـ 13 من الشهر الجاري، فقد أثار الانهيار السريع لأفغانستان الشكوك حول مصداقية الولايات المتحدة، الأمر الذي زاد من حدة الصدمة التي خلفها ترامب بعد فترة ولايته.
أشار التقرير إلى أنه عندما تقدمت طالبان بسرعة خاطفة، توقع الكثيرون في أوروبا أن يعيد بايدن ترسيخ “الوجود القوي” للولايات المتحدة في الشؤون الدولية، لكن تراجع الولايات المتحدة سيزرع بالتأكيد بذور الشك. وقال المحلل الدفاعي الفرنسي فرانسوا هيسبورغ: “الفكرة التي تقول أن الأمريكيين، ليسوا أهلاً للثقة ستصبح أكثر رسوخًا بسبب أفغانستان”. وأشار إلى أنه منذ فترة تولي أوباما، انسحبت الولايات المتحدة من العمليات العسكرية الخارجية، وخلال فترة إدارة ترامب، “كان علينا الاستعداد لمواجهة الولايات المتحدة التي لم تعد مستعدة لتحمل التزامات التحالف ذات المسؤولية غير المحدودة”.
قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الشيوخ في البرلمان البريطاني، توم توجندهات: “إن الانسحاب المفاجئ للقوات الأمريكية من أفغانستان بعد وجود امتد لـ20 عامًا وفقد الكثير من الأرواح وبذل الكثير من الجهود سيجعل الحلفاء القائمين والمحتملين حول العالم يشكون ويدركون أن بعض الدول لن تعود إلى موقع القوة مرة أخرى”.
يتوقع المحللون أن تؤدي عملية الانسحاب الفوضوية للولايات المتحدة من أفغانستان إلى فقدان ثقة حلفائها. قال بريت برون، الدبلوماسي الأمريكي السابق الذي عمل في إدارة أوباما: “لا تنسوا أن الأضرار الجانبية الناجمة عن الانهيار الكارثي لأفغانستان ستؤدي إلى ضرر لا يمكن إصلاحه لمصداقية الولايات المتحدة، وخاصة مع حلفائنا. خذ المملكة المتحدة كمثال، لقد فقدوا 457 جنديًا، وعندما نذكر العلاقة الخاصة بين البلدين في المرة القادمة، فإن العديد من العائلات والقادة السياسيين سيشككون فيها”.
يقول المحللون إنه مع بدء الناخبين في التشكيك في الغرض من هذه الحرب التي استمرت لـ20 عامًا، سيتم إلقاء اللوم على بايدن في التأثير.
وقال بريت برون: “التحدي بالنسبة لبايدن هو أن الأمريكيين، كما هو الحال مع قضية العراق، يريدون سحب القوات من أفغانستان، لكن حقيقة وصور فشلنا في نشرة الأخبار المسائية صعبة في قبولها بالنسبة للكثير من الأمريكيين”.