شبكة طريق الحرير الإخبارية/
إيران.. أدَوية لإنقاذِ هِبة الحياة المُقدَّسَة
بقلم: الأكاديمي مروان سوداح
بالصدفة، وقَعت عيني على مقالة لافتة وفي غاية الأهمية، عنوانها هو: “إيران ومشروعها الناجح في الطب وصناعة الأدوية؛ رخص الأسعار، جودة الخدمات وفرصة التعاون مع دول الجوار”.
كاتب هذه المقالة هو السيد حمد بن سالم العلوي، من سلطنة عُمَان الشقيقة، وقد سرد بقلمه العجائب عن تقدم إيران في المجال الطبي، وتصنيع الأدوية، بحيث تمكنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية من “إنتاج أكثر من 97 بالمئة من حاجة البلاد من الأدوية على يد القوى الإيرانية المحلية القديرة”، وهو ما أعلن عنه رسمياً وأكد عليه حيدر محمدي رئيس منظمة الغذاء والدواء التابعة لوزارة الصحة الإيرانية، وذلك في الثالث من فبراير الحالي، 2023، ونُشرت تصريحاته اللافتة هذه في مختلف وسائل الإعلام.. وزاد حيدر على ذلك بأن طهران “لا تنتج الأدوية التي قد تكلّف كثيراً”، وأردف لاحقاً: لم تستطع العقوبات أن تقلل من جودة الأدوية المُنتَجَة محلياً، حيث تم تصدير دواء بما قيمته أكثر من 100 مليون يورو إلى الخارج في العام الشمسي الماضي رغم الحظر المفروض على قطاع الدواء الإيراني، وأردف بالتالي: تستهدف منظمة الغذاء والدواء الإيرانية تصدير ما قيمته أكثر من 200 مليون يورو من الأدوية إلى بلدان العالم في العام الشمسي المقبِل.
المقالة العُمانية التي نحن بصددها نشرتها “وكالة تسنيم الدولية الإيرانية للأنباء”، ونقلت الوكالة عن المواطن العُماني تأكيداته، بأنه وإلى جانب المجال الطبي، فإن طبيعة الحياة سهلة في إيران المُعَاصِرة. شخصياً – أنا كاتب هذه السطور -، لم أكن أتصور توافر سهولة كبيرة تُتِيح لكل فئات الشعب الإيراني الشقيق شراء الأدوية التي يحتاج إليها بكل يُسر، كونها رخيصة ونافعة أيضاً، وهو أمر يُماثل أمر الحياة اليومية في إيران التي تخلو من التعقيدات البيروقراطية التي “تتمتعّ!” بها بلدان كثيرة، بخاصة تلك الثالثية (العَالم الثالث).
يتضح أيضاً، أن العقوبات الدولية على إيران لم تُقلِّل من جودة الأدوية المُنتَجَة محلياً، ولم تتمكن أية جهة غربية من وقف تصديرها، حيث تم تصدير دواء بما قيمته أكثر من 100 مليون يورو إلى دول المَعمُورة في العام 2021، بالرغم من الحظر المفروض على قطاع الدواء الإيراني، الذي يُصدِّر الأدوية الإيرانية بمئات الملايين من اليوروهات إلى أسواق واسعة مفتوحة أمامه، عِلِماً بأن تصدير الدواء لا يجب أن يُفرض عليه الحظر، لكونه واحد من وسائل إنقاذ هِبَة الحياة المقدسة التي وهبها الخالق العظيم لنا، والدواء النافع هو وسيلة يَسمح بها الخالق العظيم للتخفيف من حِدَّة المرض، ولأجل قهره وطرده من أجسادنا المُنهَكة نحن البشر الضعفاء أمام أمراض وفيروسات، قادرة على إماتة حيواتنا بكل سهولة، وتحويل هذه الحياة لدينا إلى جهنم يومية بسبب الأوجاع التي ترافقها، وأنا واحد من الذين يرغبون بعرض وضعي الصحي على جهات طبية إيرانية لتخليصي بأدوية إيرانية من مرضٍ مُزمن وخطير أعاني منه حالياً..
أعجبني جداً ما قرأته في واحدة من المقالات ذات الصِلة بالطب والطبابة، وقد جاء فيها التالي: “ترى، طالما كانت إيران تنتج أدوية أفضل من الغرب، وهي جارة ودولة إسلامية، وأدويتها أرخص من الأدوية الغربية بالأضعاف، فلماذا نُدخل الطب في السياسة.. ونعاند في صحتنا؟! “فقط حتى ننصاع للشركات الغربية” التي كل هَمَّها أن تبيع أدويتها، ومَن يَدري فربما يتعمّدون دّس السم في الدسم، وذلك في أدويتهم لكي تحدث مضاعفات، حتى يظل إنتاجهم من الأدوية مستمراً، فطالما أنتجوا الفيروسات، وبعثوا بها لنا من أجل إنتاج وبيع الأدوية، فلا يُستبعد عليهم أن يفعلوا الأسوأ!!”.. أمَّا إيران ودول أخرى فهي تُنتج أدوية رخيصة وفاعِلة، ولا تدير مصانع الأدوية في طهران شركات رأسمالية جشعة همّها الربح وحده، ولا علاقة لها بالصحة والقيم الإنسانية، فلماذا لا نذهب إلى الأفضل ونترك الأرذل؟!!