شبكة طريق الحرير الإخبارية/
الأعمال أعلى صوتا من الكلمات.. إنهم بناة الصداقة الصينية الجزائرية
بقلم الصحفية الصينية فاتن دونغ
هناك مجموعة من الناس، هم ملائكة الرحمة ينقذون أرواحا ويشفون جرحى، هم سفراء لطيفون يبنين الصداقة والود. بتضحياتهم وتفانيهم بالعمل، أصبحت قلوب الشعبين الصيني والجزائري أقرب فأقرب. إنهم أطباء البعثة الطبية الصينية في الجزائر.
في السادس من إبريل قبل ستين عاما، وبناء على طلب الحكومة الجزائرية، أرسلت الصين أول بعثة طبية من أربعة وعشرين عضوا إلى الجزائر لتقديم الرعاية الصحية للسكان المحليين. وتعتبر هذه بداية الصين في إرسال بعثات طبية إلى الخارج.
على مدار الستين عاما الماضية، لم تتوقف خطوات أجيال من الأطباء الصينيين إلى الجزائر، على الرغم من أن ذلك يعني الابتعاد عن الوطن والأسرة، ووجود اختلاف في أسلوب الحياة واللغة… وبدعم من الحكومة الجزائرية والشعب الجزائري، يلتزم أطباء البعثات الصينية بتقديم خدمات طبية عالية الجودة للشعب الجزائري، والذي لم يساهم فقط في تعزيز تطوير قطاع الصحة الجزائري وتحسين صحة الشعب، بل أسس صداقة ودية بين شعبي الدولتين.
حتى مارس الماضي، أرسلت الصين إلى الجزائر سبع وعشرين بعثة طبية يبلغ إجمالي عدد أعضائها 3521 شخصا. لم يقتصر عملهم على تشخيص وعلاج الأمراض الشائعة، بل شمل جراحة القلب وغيرها من العمليات الصعبة، وأنقذت العديد من المرضى، مما جلب الإشادة من الحكومة والشعب الجزائري.
على سبيل المثال، من بين هؤلاء الأطباء سونغ ينغجيا، الطبيبة المعالجة بمستشفى الطب الصيني التقليدي بمقاطعة هوبى، ذهبت إلى الجزائر ثلاث مرات وعملت هناك لمدة 7 سنوات، ويطلق عليها العديد من المرضى الجزائريين لقب “الأم الصينية”. في عام 1990، أنقذت سونغ ينغجيا جزائريا جريحا بعد أكثر من تسع ساعات من عملية الإنقاذ. وفي العام التالي، حصلت سونغ ينغجيا وساما من وزارة الصحة الجزائرية تقديرا لعملها.
يقال إن بعض الناس في الجزائر في الثمانينيات أطلقوا على أطفالهم حديثي الولادة اسم “شينوا”، وهو ما يعني “صيني”. هذا الحب ليس صداقة من طرف واحد، فقد أطلق جد صيني في البعثة الصينية في الجزائر على حفيده اسم “علي”، إنه الاختصار لـ”الجزائر” في اللغة الصينية. جدير بالذكر أن “علي” الآن طبيب وشارك في بعثتين طبيتين إلى الجزائر.
ولعل هذا هو أجمل تجسيد لصداقة الشعبين الصيني والجزائري.
إن بعثة الأطباء الصينيين المتواجدة في الجزائر حاليا هي البعثة رقم سبعة وعشرون، حيث غادروا الصين في 3 سبتمبر 2021، كانت الطبيبة تو جينغ جينغ واحدة منهم. في الأشهر الـ 18 الماضية، لقد استقبلت تو جينغ جينغ ما يقرب من عشرة آلاف مريض، وأكملت بشكل مستقل أكثر من ألف عملية وعلاج في قسم طب العيون. وقالت إنه بعد إتمام كل عملية، يقدم لها المريض شكر خالص. ومنهم جد جزائري في الثمانينيات من عمره، في كل مرة يأتي في زيارة متابعة، يحضر لها حلوى ويشاهدها وهي تأكلها بأم عينيه. قالت تو جينغ جينغ إنه فقط من خلال بذل مزيد من الجهود من أجل الشعب الجزائري يمكنها أن تكون جديرين بهذا القدر من الاحترام.
علاوة على تقديم الخدمات الطبية، تولي البعثات الطبية أيضا أهمية كبيرة لنقل خبراتهم الطبية إلى الكوادر الطبية المحلية من خلال التدريس السريري، والتشارك في إجراء العمليات الجراحية، وعقد محاضرات ودورات تعليمية.
تكون البعثات الطبية الصينية إلى الجزائر نموذجا مصغرا للفرق الطبية الصينية إلى الخارج. وعلى مدار العقود الستة الماضية، أرسلت الصين فرقا طبية مكونة من 30 ألف عضو إلى 76 دولة ومنطقة عبر القارات الخمس، والتي نجحت في توفير خدمات التشخيص والعلاج لنحو 290 مليون شخص من السكان المحليين. وتعمل الفرق الطبية الصينية حاليا في 115 موقعا في 56 دولة حول العالم، إذ يقدم نصف تلك الفرق تقريبا الخدمات الطبية في مناطق نائية ذات ظروف قاسية.
باعتبارها أطول المشاريع التعاونية بين الصين والدول النامية، والأكثر فعالية من حيث نتائج التعاون والأكثر عددا من حيث الدول المشاركة، فشكلت البعثات الطبية الصينية الدولية تعبيرا حيا عن حب الشعب الصيني للسلام وتقديره للحياة، وهو خطوة تجاه تعزيز بناء مجتمع مصير مشترك. في المستقبل، لن تتوقف خطى البعثات الطبية الصينية إلى الخارج، وستستمر الصين في جهودها في توفير الصحة والرفاهية لشعوب العالم.