صحيفة الدستور الاردنية/
يلينا نيدوغينا*
علاقات الأردن وأذربيجان طيّبة على مختلف المستويات، وقد وصف جلالة الملك عبدالله الثاني طبيعتها بالوطيدة والراسخة، وأكد الحرص على تطويرها في شتى المجالات.
تجمع الأردن وأذربيجان مُشتركات متألّقة وعريضة بعناوينها ولا حدود لكثرتها في الواقع اليومي للدولتين، أولها الدين، وثانيها وضمن كثيرها الجغرافيا الآسيوية والتلاقح التاريخي والتوافق الحضاري، كذلك التلاصق الثقافي والتفاهم التام في الدبلوماسيتين الرسمية والشعبية للأُردن وأذربيجان، وللأُردنيين والأذربيجانيين، والتآخي في الدم، وسهولة الجَسْر الإنساني والتماثل الاجتماعي والعادات والتقاليد، ووحدة سيكولوجيا الشعبين، وتُعتبر الجغرافيا الآسيوية ركيزة صَلدةً لكونها أزلية في مكانتها فهي تجمع بقوة الشعبين، وستتعزز قريباً بعَملانية جديدة، هي خط طيران مباشر بين عاصمتين البلدين.
استناداً لوكالة أنباء (أذرتاج) الرسمية الأذربيجانية، أنه وبناء على النتائج المُثمرة للزيارة الرسمية لجلالة الملك عبد الله الثاني إلى أذربيجان (10 ديسمبر2020)، أصدر فخامة الرئيس إلهام حيدر علييف تعليماته إلى رئاسة شركة الخطوط الجوية الأذربيجانية «بوتا»، لإقامة خط جوي مباشرة بين بلدينا الشقيقين، إبتداء من نهاية مايو/أيار المُقبل، حيث سيتم تسيير الرحلات الجوية بطائرات من طراز»Embraer 190» المنخفضة التكلفة، بواقع مرتين في الأسبوع.
ننتظر في الأردن تدفقات قريبة من السياح الأذربيجانيين على بلادنا، تكون بخط مباشر من باكو إلى عمّان وعلى أجنحة أذربيجانية. ولهذا، من الضروري إعداد أدلاء سياح أردنيي الجنسية يتقنون اللغة الأذربيجانية ليتعرّفوا بصورة مُثلى على الأردن، عِلماً أن كثيرين من الأذربيجانيين يتقنون اللغة الروسية، لأن وطنهم كان حتى عهد البيريسترويكا واحداً من الجمهوريات السوفييتية، ويستطيعون بالتالي معرفة الأُردن من خلال هذه اللغة العريقة، وقراءة الكتب والبرشورات السياحية عن المملكة بالروسية، لكن معرفة اللغة الأذربيجانية العريقة للأُردنيين والعربية للأذربيجانيين مهمة جداً لتقريب وجهات النظر والتعميق المتواصل لعلاقات الأخوّة بين الشعبين. وفي أطار صِلاتنا الثنائية، يُنتظر زيادة أعداد الطلبة الأردنيين في جامعات ومعاهد أذربيجان، وفي المقابل تعزيز عديد الطلاب الأذربيجانيين في الأردن، عِلماً أن عدداً محدوداً من الأردنيين درسوا في جامعات باكو في العهد السوفييتي.
جلالة الملك عبدالله الثاني زار أذربيجان أكثر من مرة، وأفضى ذلك إلى تأصيل العلاقات الثنائية، وإلى توقيع عشرات الاتفاقيات في مختلف الحقول. وبالعلاقات الوثيقة بين زعيمي الدولتين، أصبحت الصورة أكثر وضوحاً لكيفيات توسيعها المضطرد، لجني قِيم مُضافة كثيرة منها، تعود بالفائدة على شعبيهما بشكل مباشر وسريع.. فأذربيجان دولة مهمة جداً في مختلف المناحي، ولها ثقل دولي واضح، وهي مفتاح منطقتها جيوسياسياً، وتربط آسيا بأوروبا، ويمكن لها أن تكون نقطة جامعة لدول عديدة لانطلاق طائراتها من باكو نحو الأردن والبلدان العربية وبالعكس.
تُعتبر باكو عُقدة اتصالات جوية دولية مأمونة لأربعين بلداً من أوروبا وأمريكا الشمالية، ومن أستراليا وآسيا الجنوبية الشرقية، نظراً لتمتعها بحرية الطيران وتقصير زمنه، وتَنتفع شركات الطيران بحقوق تنفيذ رحلات من دولة ثانية إلى دولة ثالثة، ومن باكو ومطارات أذربيجان، إلى أية مدينة في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تتوسط أذربيجان الجغرافيا لكونها تشغل مكانة مفتاحية بين عواصم بلدان القارات العالم. عِلماً، أن ستة مطارات جوية أذربيجانية حاصلة على الصفة الدولية، وإلى جانب (مطار حيدر علييف الدولي) في باكو، توجد مطارات في نخجوان و كنجه و غابالا و لانكران و زاقاطالا.
نحن بانتظار نجاحات جديدة كبيرة، كالعادة، في العلاقات الأردنية الأذربيجانية، ليُضرب المَثل بنجاعتها وثِمارها اليانعة والبارقة.
*إعلامية وكاتبة أردنية – روسية ورئيسة تحرير (الملحق الروسي) في صحيفة (ذا ستار)/ (الدستور) سابقاً.
بالنيابة عن السيدة الكاتبة يلينا البعيدة عن عمان الآن انقل لك أستاذ عبد القادر خليل المكرم تحياتها واطيب تمنياتها وشكرها الكبير لك أيها المدير العام النابه لنشرك مقالتها على موقع شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية بالجزائر.. دمت بخير..