عن/ صحيفة الدستور/الأردنية
يلينا نيدوغينا
سُعدنا بزيارة أولى من رئيس جمهورية أديغيا الروسية مراد كومبيلوف إلى المملكة، التقى خلالها جلالة الملك عبدالله الثاني، ليُعزِّز القائدان سُبل تطوير العلاقات والتبادلات الثنائية على اختلافها.
في ضيافتنا، لمس رئيس أديغيا كيف حافظ أقاربه على ثقافتهم القومية، وهي جزء لا يتجزأ من الثقافة الأردنية الأصيلة، وكيف ساهموا بنشاط في بناء المملكة ومنعتها، وكيف ارتقى منهم أبطال كثيرون للجِنان في حروب الشرف ومعاركها لمواجهة العدوان الصهيوني، وذادوا بسواعدهم وصدورهم عن الاردن، وسقطوا شهداء الواجب الوطني، وسنبقى نذكرهم ونجل ذكراهم، والأجيال من بعدنا، إلى دهر الدهور.
هذا ولا يُخفى على أحد كيف ساهمت وتساهم عشائر الشركس في بناء مسيرة الوطن وتنميته منذ تأسيسه وحتى يومنا الحاضر، كما أكد جلالة الملك في لقائه الرئيس كومبيلوف، وترسّخت بالتالي المحبة بين الناطقين بلغات مختلفة على أرض المملكة، التي رحّبت بالمهاجرين وطالبي الحماية من كل حدب وصوب، وقرّبت المسافات بينهمُ، بعد أن كان الدهر قد جَارَ عليهم، لتباعد الجغرافيا بين الأخ وأخيه.
زيارة الرئيس كومبيلوف إلى المملكة، تؤدي دوراً ملحوظاً في تعزيز العلاقات الرسمية والشعبية الأردنية الروسية القوقازية، وتعمّق وشائج الصداقة والتقارب بين المواطنين الأردنيين الناطقين باللغات الروسية والقوقازية وبضمنها لغة الأديغه.
الاجتماعات المتلاحقة التي عَقَدَهَا الرئيس كومبيلوف مع المهتمين في المملكة، من شأنها أن تفضي إلى فتحِ كوىً جديدة في علاقات البلدين والشعبين، وتنشّط فعاليات منها «روابط المغتربين الروسيين»، وجمعيات وروابط وهيئات شركسية، وشمال ووسط قوقازية، وأخرى خاصة بشؤون العشائر القوقازية عموماً، وبالتالي تقع على أكتاف هؤلاء مهمة جليلة، هي فتح أوسع الآفاق مع القوقاز ليتمتّع الجميع بالانجازات.
وفي سياق تعزيز العلاقات مع روسيا والقوقاز، أستشهدُ هنا بتصريحات عن «فضائيةRT» لـ»سيرغي كريفونوسوف»، في أكتوبر2018، وهو يَشغل منصب نائب رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي (البرلمان) لشؤون الرياضة والسياحة وقضايا الشباب، الذي أعلن أن «زيادة الزيارات السياحية المتبادلة بين روسيا والأردن، سيساهم مُستقبلاً في تعظيم تبادل الاستثمارات بين البلدين»، ونوّه كريفونوسوف في مؤتمر صحفي بعنوان «روسيا – الأردن: النظرة إلى المستقبل»، أن «التدفق السياحي بين البلدين يزداد، لكن ليس بالسرعة المُفضّلة من جانب الطرفين»، وطالب «البدء بتهيئة الظروف لزيادة التدفق المتبادل، ما سيساهم لاحقاً في تبادل الاستثمارات أيضاً».
يُذكر، أن العلاقات الدبلوماسية بين عمّان وموسكو أقيمت عام1963، وتطوّرت بتسارع، وشهد الأُردن منذ سبعينيات القرن الماضي تدفق مجموعات كبيرة من السياح والمثقفين السوفييت، ضمنهم الكثير من الكُتّاب والإعلاميين القوقازيين، وتشعّبت العلاقات متعدّدة الأوجه بين شعوبنا، إلا أن حقبة البيريسترويكا والانهيار السوفييتي أفضت إلى تراجعها، وها هي تعود من جديد، والأمل مَعقود على الأخذ بها إلى مرحلة لا تقهقر فيها.
*كاتبة وإعلامية ورئيسة تحرير سابقة للملحق الروسي في صحيفة «ذا ستار» الأردنية.
شكرا صديقي العزيز لنشرك هذه المقالة الجميلة للسيدة يلينا نيدوغينا.. دوما أنت تبادر الى فعاليات ممتعة تجلب لنا السعادة صديقي العزيز.. موقعك هذا أصبح شهيرا بين ليلة وضحاها لكونك ناشط فيه بلا توقف وبدون خلودك الى راحة أو فُسحة مُحارب.. حماك الله استاذ عبدالقادر خليل – الناشط الاعلامي والثقافي وصديق العالم وقضاياه المشروعة.. وسدّد خطاك لما فيه خير الامة وشرفاء العالم..
مقالة جميلة وكلمات منتقات بصورة رائعة