شبكة طريق الحرير الاخبارية/
الأنباط-الاردنية/
احتفاءً بالنصر في الحرب الوطنية العُظمى
بقلم: يلينا نيدوغينا*
احتفلت سفارة جمهورية أذربيجان لدى المملكة الأردنية الهاشمية، يوم الإثنين الماضي، الثامن من نوفمبر 2021م، بِ “يوم النصر”، الذكرى الأولى لتحقيق الغَلَبَة في حرب الـ44 يومًا التحريرية التي أعادت الأراضي الأذرية المحتلة أرمينيًا للوطن الأم، وإلى جانبها تم استعادة الأَثار الدينية المسيحية والإسلامية، والشروع بترميمها من ميزانية الدولة بغية إِسْتَرْداد وجهها الأصلي العريق، ومعها أُعيدت الحقوق الأذربيجانية التاريخية، وبسطت “بلاد النار” من جديد سُلطتها على ترابها وما فيه من مَعادن ثمينة تزخر بها منطقة “قره باغ الجبلية” السليبة سابقًا. وفي خواتيم الأحداث تم تطبيق القرارات الأُممية بحذافيرها حِيال هذه الأراضي، التي بقي اسمها منذ القرن المَطوي في أوراق محفوظة في أدراج “منظمة الأُمم المتحدة”، والمنظمات العالمية الأُخْرَى، لمدة ثلاثة عقود بالتمام والكمال!
إستقبل سعادة السيد السفير إيلدار سليموف، والمستشار في السفارة الأذربيجانية السيد إيلنور شاه حسينوف، المدعوين الكُثر للمشاركة في حفل الاستقبال، في فندق “لارويال” عمّان، والذي كان مشهودًا، لا سِيّما للكلمة الجامعة والمُفعَمة بالإنسانية التي ألقاها السفير ولجهة أهمية هذه الاحتفائية في سِفرِ المواطن الأذري والإنسان العالمي حضاريًا وثقافيًا وكينونةً وطنية واجتماعية متجانسة، كذلك الأمر لضروراته الأَسيوية والأُممية والقانونية، ولمكانة هذه المنطقة الواسعة بخاصة “قره باغ الجبلية”، التي أُعْتِقت من نِير الهيمنة الخارجية التي وَلَّت إلى غير رجعة، فنعمت الدول والشعوب القفقاسية وقومياتها بالأمن والأمان الثابت على نفسها، وأطفالها، وبُنايانها ومُستقبلها.
تميّز الحفل كذلك بعددٍ كبير من المدعوين الأردنيين، بينهم عدد من الصحفيين والإعلاميين الكِبار، والكُتّاب، زد عليهم ممثلين عن هيئات محلية تُعنى بمختلف شؤون التعاون بين الأردن وأذربيجان وفي شتى مسارب الاهتمام المتبادل بين العاصمتين.
في يوميات النصر المُنقَضَية، أطلق الجيش الأذربيجاني في 27 سبتمبر/ أيلول 2020، عملية لتحرير أراضيه المحتلة في إقليم “قره باغ” و7 محافظات أخرى مجاورة له، وبعد عمليات مَلحمية ضارية استمرت 44 يومًا تسارعت وتيرة سيطرة القوات الأذربيجانية على أجزاء واسعة من هذا الإقليم الغني بمطموراته الثمينة، واقترابها من عاصمته، أعلنت روسيا في 10 نوفمبر / تشرين الثاني 2020، توصّل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الرئيس فلاديمير بوتين، يَنص على استعادة باكو سيادتها على القطاعات المحتلة، ليُعلن فخامة الرئيس إلهام علييف يوم النصر في الثامن من ذات الشهر، وهو تاريخ دخول القوات الأذربيجانية إلى مدينة شوشا.
الاتفاق الثلاثي يتضمن بندًا مُهِمًّا للغاية، إذ يؤكد على إيجاد مَمَر بري يربط أذربيجان بإقليم “ناخيتشيفان – نَخجَوان”، مِمَّا يعني ارتباط أذربيجان مع تركيا برِّيًا لأول مرة من خلال شريط حدودي فاصل بطول 23 كيلومترًا، ونافذة عرضها 8 كيلومترات، وهو المشروع الذي كانت تسعى بعض الدول لإفشاله ووأده في مهده، وهذا التطور الجيوسياسي هو دون أدنى شك انتصار إستراتيجي لأذربيجان.
ناخيتشيفان – منطقة تابعة لأذربيجان، وتتمتع بحكم ذاتي، وتقع بين أرمينيا وإيران وتركيا على الهضبة الواقعة جنوب منطقة القفقاس، وتحمل عاصمة الإقليم نفس الاسم، وهو يُعد الأكثرعزلة من بين التقسيمات الحكومية – الإدارية للاتحاد السوفييتي السابق، ونادراً ما يزوره السياح، ولطالما كنت أنا شخصيًا ومنذ طفولتي أرغب في زيارته لاهتمامي بمتابعة كل الأخبار عنه باللغتين العربية والروسية. تبلغ مساحة ناخيتشيفان نحو 5363 كيلومترًا مربعًا، وهو منفصل جغرافيًا عن باقي أذربيجان، لكنه جزء سيادي منها، ويبلغ تعداد سكانه 450 ألف نسمة، ومن أشهر أبناء الإقليم المرحوم حيدر علييف الرئيس السابق المؤسِس لأذربيجان الحديثة المستقلة، وإلهام علييف الرئيس الحالي المُنتصر، وكذلك عديد من قادة الجمهورية الحاليين.
وبهذه المناسبة التحررية نستذكر الشهداء من المدنيين الأذريين والجيش الأذربيجاني بالرحمة وهم في السماء، مُتمنِّين الشفاء العاجل لجميعهم وكذلك للمصابين بالجِراح، وبسرعة العودة لعائلاتهم وأعمالهم ومختلف شؤونهم، وأضرع لله العظيم أن يسود السلام والأمان والخير على جُلِ منطقة القفقاس وعلى كل شعوبها وقومياتها بدون أي استثناء، ضمنهم الأرمن.
*رئيسة تحرير وإعلامية روسية أُردنية تحمل أوسمة دولية.