CGTN العربية/
يصادف عام 2020 نهاية فترة الخطة الخمسية الـ13 للصين (2016-2020). وبالرغم من التحديات الخارجية المتزايدة والتداعيات الخطيرة لكوفيد-19، التزمت الصين بتحقيق الأهداف المحددة في الخطة بجهد شامل، لتنال إشادة الخبراء في جميع أنحاء العالم.
— نمو عالي الجودة
من تحسن الهيكل الاقتصادي إلى إصلاح جانب العرض، ومن الانفتاح الموسع إلى ظروف معيشية أفضل للشعب، فإن الإنجازات المثمرة التي حققتها الصين خلال هذه الفترة مثيرة للإعجاب وملهمة.
بلغ إجمالي الناتج المحلي للصين 99.1 تريليون يوان (حوالي 14.8 تريليون دولار أمريكي) في عام 2019، وهو ما يمثل 16 في المائة من الاقتصاد العالمي ويسهم بنحو 30 في المائة في النمو الاقتصادي العالمي، وفقا للبيانات الرسمية.
وفي عام 2019، تجاوز نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في البلاد حاجز 10 آلاف دولار للمرة الأولى مع استمرار توسع حجم المجموعة المتوسطة الدخل.
وصرح روبرت لورانس كوهن، رئيس مؤسسة كوهن أن الخطة الخمسية الـ13 “حفزت تحول الصين من النمو عالي السرعة إلى النمو عالي الجودة، وجعلت العلوم والتكنولوجيا على رأس الأولويات الوطنية”.
ولفت كوهن إلى أن الخطة “قللت من المخاطر المالية من خلال الإصلاح الهيكلي لجانب العرض وشرعت في تنشيط الريف لإعادة التوازن بين المناطق الريفية والحضرية”.
في السنوات الخمس الماضية، عززت الصين الانفتاح الشامل مع اتخاذ سياسات عملية من أجل بيئة أعمال أفضل واستمرار التعاون من خلال جميع المنصات، لا سيما مبادرة الحزام والطريق.
وقال وليام جونز، رئيس مكتب واشنطن لنشرة مراجعة الاستخبارات التنفيذية الأمريكية، “لقد أصبحت الحزام والطريق نموذجا لنوع جديد من التعاون الدولي وتم الاعتراف بها على هذا النحو من قبل المؤسسات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة”.
ولدى إشارته إلى أن “الحزام والطريق كانت في طليعة التقنيات الجديدة”، أفاد أن هذا يسمح للبلدان المشاركة في المبادرة بـ”القفز” بتنميتها بدلا من إتباع مسارات التنمية التقليدية.
— نضال تاريخي ضد الفقر
تجسيدا للفلسفة التي تتمحور حول الشعب، تسلط الخطة الخمسية الـ13 الضوء على أهمية الانتصار في المعركة ضد الفقر.
ومن عام 2016 إلى عام 2019، نجح أكثر من 50 مليون فقير في المناطق الريفية الصينية في التخلص من الفقر. وفي الوقت نفسه، ارتفع صافي دخل الفرد من الفقراء من 3416 يوانا (حوالي 510.9 دولار) في عام 2015 إلى 9808 يوانات (حوالي 1466.8 دولار) في عام 2019، بمتوسط نمو سنوي قدره 30.2 في المائة.
وقد تدفق الدعم المالي والموارد الطبية وكذا العناصر التكنولوجية إلى المناطق الريفية في البلاد، وهي جبهة المعركة التاريخية ضد الفقر.
وذكر بنك التنمية الصيني أنه حتى نهاية أغسطس، أصدر 1.5 تريليون يوان (حوالي 224.3 مليار دولار) في شكل قروض لدعم تخفيف حدة الفقر خلال السنوات الخمس الماضية.
وفي الوقت نفسه، قدم أكثر من ألف مستشفى حضري رئيسي في الصين مساعدة ثنائية للمستشفيات في أكثر من 800 محافظة فقيرة خلال فترة الخطة الخمسية الـ13 للبلاد، حسبما أظهرت الأرقام الرسمية.
وعلاوة على ذلك، فقد حقق الناس في 98 في المائة من القرى الفقيرة في مناطق الفقر المدقع إمكانية الوصول إلى النطاق العريض، مما أدى إلى تضييق الفجوة الرقمية بين المناطق الحضرية والريفية بشكل كبير.
وقال جورج إن. تسوغوبولوس، مدير برامج الاتحاد الأوروبي والصين في المركز الدولي للتكوين الأوروبي، وهو مركز أبحاث مقره في نيس بفرنسا، إن “مساهمة جهود الصين في التخفيف من الفقر له أهمية كبيرة لأن عدد الأشخاص الذين انتشلوا من الفقر في الصين هائل”.
وأضاف تسوغوبولوس أنها “تساهم في مكافحة الفقر العالمي في بلدان أخرى من العالم”.
واتفق كافينس أدهيري، وهو خبير في العلاقات الصينية الأفريقية يقيم في كينيا مع تصريحات تسوغوبولوس.
وقال أدهيري إنه “من خلال التركيز على تخفيف حدة الفقر في المناطق الريفية، حققت الصين تنمية سريعة”، مبينا أن ممارسات الصين يمكن أن تلهم المجتمعات الأفريقية.
— تحسين بيئي ملحوظ
شهدت السنوات الخمس الماضية أيضا جهود الصين الحثيثة لتحسين البيئة الإيكولوجية والوفاء بالتزاماتها على الساحة الدولية.
وانخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 18.2 في المائة بحلول نهاية العام الماضي مقارنة بعام 2015، في حين أن القدرة المركبة لمصادر الطاقة المتجددة تنمو بمعدل سنوي متوسط يبلغ 12 في المائة منذ عام 2016، وفقا للأرقام الرسمية.
وشكل الوقود غير الأحفوري في البلاد ما نسبته 15.3 في المائة من استهلاكها للطاقة بحلول نهاية العام الماضي، وهو ما يفي مسبقا بتعهد الصين للمجتمع العالمي المزمع لعام 2020.
وقال توم واتكينز، وهو مستشار في مركز ميشيغان-الصين للابتكار، إن الصين تتحرك بسرعة لتعزيز اقتصاد أنظف وأكثر اخضرارا، مع التزامات قوية تجاه حماية البيئة، والطاقة النظيفة، والحماية الإيكولوجية، وتطوير الصناعات الخضراء.
وأوضح واتكينز أنه في الوقت الذي يبدو فيه أن العديد من الدول عالقة في مخابئها الأيديولوجية، فإنه من المنعش أن نرى الصين تتبنى العلم وتضع برامج بيئية خضراء مدروسة موضع التنفيذ.
وأفادت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن سجل الصين في الحفاظ على البيئة، والذي صاحبه نمو اقتصادي سريع، يجب أن يكون مصدر إلهام للمجتمع الدولي.
وأضافت أندرسن أن “الصين قامت بالكثير من العمل المهم للغاية محليا بشأن البيئة”، معربة عن أملها في أن تساعد تجربة الصين في شفاء كوكب يتصارع مع تغير المناخ والتلوث وفقدان التنوع البيولوجي.
التخطيط السليم والمدروس الذي انتهجته قيادة الصين وعلى رأسها الرفيق شي جين بينغ الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والتفات الشعب الصيني حول قيادته ساهم بشكل كبير في هذا التطور الكبير والملفت