CGTN العربية/
إن هدر الطعام أمر محزن، لكن الصين ليست وحدها التي تواجه هذه المشكلة. في الواقع، يُفقد ويهدر ما يقرب من ثلث الغذاء في العالم أثناء الإنتاج والاستهلاك كل عام، مع خسارة اقتصادية تقارب تريليون دولار أمريكي. وفي الوقت نفسه، تشكل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن هدر الأغذية حوالي 8% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية. وغالبا ما يتم التغاضي عن مساهمة تقليل فقد الأغذية وهدرها في تقليل انبعاث غازات الاحتباس الحراري. وعلى الرغم من أن الحد من فقد الأغذية وهدرها، يساعد القطاعين العام والخاص على توفير التكاليف وتقليل الجوع ومكافحة تغير المناخ.
يمكن أن يؤدي الحد من فقدان الطعام وهدره أيضا إلى توفير موارد المياه. خاصة مع استخدام ما يقرب من 70% من موارد المياه العذبة في العالم للإنتاج الزراعي، ويعادل هدر الطعام إهدار الكثير من موارد المياه، مما يؤدي إلى تفاقم التحدي المتزايد الخطير المتمثل في نقص المياه. كما أن زيادة عدد السكان وزيادة الطلب على الأراضي الزراعية وتربية الماشية يشكلان ضغطا هائلا على موارد الأراضي. كما سيؤدي تقليل هدر الطعام إلى تخفيف الضغط على الطلب على الأراضي.
إن جهود الصين في معالجة إهدار الطعام لم تفد الشعب الصيني فحسب، بل توفر تجربة فريدة لدول ومناطق أخرى في العالم أيضا. في عام 2016، أعلنت الصين عن تنفيذ الخطط الوطنية لخطة التنمية المستدامة لعام 2030، بما في ذلك التدابير التنفيذية “والتي تهدف إلى خفض هدر الغذاء العالمي بحلول عام 2030 إلى النصف، وخاصة في روابط البيع بالتجزئة والاستهلاك، وتقليل خسائر الأغذية في روابط الإنتاج والإمداد”. لقد شهدنا تقدما كبيرا في الإجراءات التي اتخذتها الصين لتشجيع الحفاظ على الغذاء وتقليل هدر الطعام.
تكثف الصين جهودها السابقة، بدءا من المطاعم والفنادق وشركات التموين، كما كثفت الصين جهودها للحد من هدر الطعام بين جماهير الشعب. وتؤكد الأبحاث التي أجراها معهد الموارد العالمية فوائد هذا النهج: يمكن لشركات تقديم الطعام أن يكون لها تأثير مهم على سلوك المستهلك من خلال تعديل أسلوب عرض الأطباق.
إن الحد من فقد الأغذية وهدرها يحقق أيضا فوائد اقتصادية كبيرة، فعادة ما تكون إجراءات الشركات للحد من فقد الأغذية وهدرها منخفضة التكلفة أو حتى بدون تكلفة، ولكنها ستوفر الكثير من المال. وقد كشف أحد الأبحاث بعد استبيان وتحليل لـ1200 موقع أعمال في 17 دولة ومنطقة أن جميع مواقع الأعمال تقريبا وفرت الأموال عن طريق الحد من فقد الأغذية وهدرها؛ وأكثر من نصف الشركات وفرت 14 دولار مقابل كل دولار استثمرته في تطبيق الإجراءات ذات الصلة. ويمكن للعائلات أيضا توفير المال مع تقليل مشترياتها وخفض نفايات الطعام، مما يساهم في خفض التكاليف بشكل طبيعي. على الرغم من اختلاف الوضع في كل بلد، إلا أن المكاسب الاقتصادية لتوفير الغذاء كبيرة للغاية.
يعد الحد من فقد الأغذية وهدرها أيضا طريقة مربحة للصين لتعزيز الحضارة البيئية. في الوقت الحاضر، تلعب الصين دورا مهما في معالجة قضايا تغير المناخ وأظهرت إمكانات كبيرة لتعزيز الحوكمة العالمية. نعتقد أن تصميم الصين وجهودها للحد من فقد الأغذية وهدرها ستنجح، وآمل في أن يتم تشجيع الدول الأخرى على اتخاذ الإجراءات المشابهة.