شبكة طريق الحرير الإخبارية/

بكين 8 أغسطس 2022 (شينخوانت)/

يصادف الـ8 من أغسطس المقبل “اليوم الوطني لتقوية الجسم لجميع المواطنين” الرابع عشر في الصين. ومع ارتفاع مستويات المعيشة وازدياد الوعي العام بتقوية الجسم، أصبحت الإرشادات والمسابقات والخدمات الخاصة بتقوية الجسم أمرا لا غنى عنه للمواطنين الصينيين. وفي ظل خلفية تطبيع الوقاية من الجائحة ومكافحتها، تحدو الجماهير الصينية حماسة جبارة في تقويم أجسامهم.

وتمر بكين حاليا بمنتصف الصيف في أغسطس، حيث يتجاوز متوسط درجة الحرارة خلال النهار 30 درجة، لكن الطقس الحار لم يوقف حماسة الناس في تقوية الجسم. وفي حديقة “لوشان” بحي شيجينغشان في بكين، يتعلم السيد شن، أحد عشاق الكونغ فو، كل صباح مع عروض المدربين المحترفين على شاشة كبيرة جهزتها الحديقة. وتتميز هذه الشاشة بوظيفة “سحرية” حيث يمكنها جمع معلومات عن حركة المتعلمين في الوقت الفعلي وإعطاء ملاحظات على النتائج فورا. وبالاعتماد على المعدات “العالية التقنية” في هذه الحديقة، تعلم السيد شن وأصدقاؤه ما يقرب من عشر مجموعات من حركات الكونغ فو. وقال لمراسل وكالة أنباء شينخوا إن هذه المعدات المتطورة مفيدة جدا، فهي لا تسهل عليه تعلم حركات الكونغ فو فحسب، بل تساعده على إتقان مهارات جديدة لمواكبة العصر.

وبالإضافة إلى تقوية الجسم زائد شبكة الجيل الخامس، كما في ظل تطبيع الوقاية من الجائحة ومكافحتها، يختار العديد من الشباب ممارسة الرياضة عبر الإنترنت، وتصوير مقاطع عن تمارين تقوية أجسامهم ونشرها على المنصات الاجتماعية. ولدى السيد تشانغ شين، وهو مدرب لياقة بدنية على المنصة الاجتماعية “الكتيب الأحمر”، أكثر من مائة ألف معجب. ويُعلِّم كل يوم التمارين الرياضية المناسبة للتدريب المنزلي عبر الإنترنت. ووفقا للاحتياجات المتنوعة للطلاب، ابتكر أيضا جمبازا مميزا لأهداف مختلفة مثل خفض الدهون، وزيادة العضلات، وتنحيف الساقين، وتخفيف آلام الكتف والرقبة. وفي الساعة 6 مساء كل يوم، يتدرب مع المعجبين عبر الإنترنت، ويجيب على أسئلتهم حول تقوية الجسم. وقال إن الدورة التدريبية عبر الإنترنت لها متطلبات قوية فيما يتعلق بقدرة المدرب على التعبير اللغوي، وقوته القيادية في الفضاء الإلكتروني، وسيستمر في تحسين قدرته الشخصية على تلبية احتياجات هذه الدورة التدريبية عبر الإنترنت.

ومن أجل دفع الحملة الوطنية لتقوية الجسم بين الجماهير بشكل أفضل، اتخذت الحكومة الصينية سلسلة من التدابير بغية توفير مزيد من الأماكن والمرافق العامة لتمارين تقوية أجسام المواطنين. وتظهر الإحصاءات أن هناك أكثر من 3.1 مليون مكان رياضي في جميع أنحاء الصين ليبلغ نصيب الفرد من مساحة الملاعب الرياضية 1.82 متر مربع.

وتوجد حديقة صغيرة بالقرب من منزل السيد ليو البالغ من العمر 45 عاما، ويواظب على ممارسة الركض في الحديقة لمدة 30 دقيقة كل يوم. وقد انخفض وزنه من 90 كيلوغراما في العام الماضي إلى 70 كيلوغراما الآن، وعادت نسبة السكر وضغط الدم والدهون إلى مستوياتها الطبيعية. ويلعب ابن السيد ليو كرة السلة بالحديقة في نهاية كل أسبوع. وأخبر المراسل أن كرة السلة هي رياضة يمكنها صقل الإرادة وإكساب الجسم مرونة وتحسين سرعة رد الفعل وتبادل الشركاء الصغار خبراتهم التعليمية وأصبح لديه العديد من الأصدقاء الذين تجمع بينهم هوايات مشتركة.

وشجع الأداء المتميز للرياضيين الصينيين في أولمبياد بكين الشتوية عام 2022 المزيد من الشباب على المشاركة في رياضات الجليد والثلج. وتعتبر دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين نقطة انطلاق جديدة لرياضات الجليد والثلج في الصين. وتظهر البيانات أن عدد حلبات التزلج في بكين ازداد إلى 82 بعد أن كان 42 قبل استضافة بكين الألعاب الأولمبية الشتوية. وقال نيو هاو ران، التلميذ بإحدى المدارس الابتدائية في بكين للمراسل إنه يمارس هوكي الجليد منذ أكثر من ثلاث سنوات ويحب هذه الرياضة كثيرا، ويأمل في المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في المستقبل لكسب المجد للبلاد.

ومن أجل تعزيز التنمية العالية المستوى لتقوية الجسم، أصدر مجلس الدولة الصيني “الخطة الوطنية لتقوية أجسام المواطنين (2021-2025)”، حيث تقترح الخطة أنه بحلول عام 2025، سيكون نظام الخدمة العامة لتقوية الجسم في الصين أكثر كمالا، وأكثر ملائمة للشعب، وسيتجاوز عدد الذين يشاركون بانتظام في التمارين البدنية 38٪ من إجمالي عدد المواطنين، وسيصل الحجم الإجمالي لقطاع الرياضة في الصين إلى 746.5 مليار دولار أمريكي. ويشير محللون إلى أن أنشطة تقوية الجسم لجميع المواطنين في الصين ستواصل تطورها وتستقبل فرصا تنموية جديدة.