شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
أفريقيا والتعاون الإستراتيجي مع الصين
بقلم: دانة أبو حلتم*
#دانة_نبيل_أبوحلتم: خريجة ماجستير دراسات دبلوماسية – الجامعة الأردنية – عَمّان.
ـ مساعد سابق للقنصل في السفارة الصينية في الأردن.
ـ كاتبة وناشطة في العلاقات والعلوم السياسية والعلاقات الدولية الصينية – الشرق الأوسط – الأمريكية.
ثلاثة أسباب رئيسية على مستوى واحد من الأهمية تجعل الصين مهتمة بالقارة السوداء:
أولها: ما تتمتع به أفريقيا من موقع إستراتيجي وحضاري وإنساني في التاريخ البشري، وتوافر مصادر طبيعية كبيرة في أرضها، تحتاج إليها الصين في سبيل تطوير حركة النمو لديها ضمن معادلة رابح – رابح.
والسبب الثاني يتمثل في علاقة تايوان (الانفصالية) بعددٍ كبير من دول أفريقيا في الجانب الاقتصادي، فبعد دخول الصين إلى أفريقيا تجارياً، توقفت عدد من دول أفريقيا عن التعامل التجاري مع تايوان، وهذا كان بسبب الدعم الصيني المتعدد الجوانب لهذه الدول.
أما السبب الثالث فيعود إلى أمريكا التي لم تشغل نفسها كثيراً بموارد أفريقيا وموادها الخام الضخمة، على الأقل في السابق من السنين، لأن منطقة الخليج العربي تكفيها. ولأن دولاً في غرب أوروبا ترى في أفريقيا حقلاً لها وحدها.
لذلك، أخذت الصين تعتمد على ما تقدمه أفريقيا، فالنفط الأفريقي على سبيل المِثال – يُشكل نصف صادرات أفريقيا للصين (وفقاً لبعض المراجع). فأنغولا مَثلاً، يُشكّل النفط المصدَّر منها للصين نحو 15% من واردات الصين. إضافة إلى أن هناك مصالح وتقاطعات مشتركة في مجالات أخرى عسكرية وسياسية واقتصادية بين الصين وكثير من دول أفريقيا كالكونغو والسودان ونيجيريا وغينينا الاستوائية.
أخذت الصين تتحرك بسرعة في أفريقيا والتواجد الصيني أصبح واضحاً وملموساً، فأنت لو ألقيت نظرة على مواقف السيارات في زامبيا، وسيارات النقل والتحميل في جمهورية أفريقيا الوسطى، والصحف الصينية في جنوب أفريقيا، والسياح الصينيين في زيمبابوي، والجيولوجيون الصينيين في السودان، والقنوات الصينية التلفزيونية في التلفزيون الأفريقي، والشركات الصينية المنتشرة على الصعيد الأفريقي، ستعرف الحجم الهائل للنشاط الصيني الثابت على الساحة الأفريقية.
أما بالنسبة للسودان، البلد الأفريقي العربي، فقد سعت الصين إلى أن تكون علاقاتها معه أكثر عمقاً وتطوراً، فقد استثمرت بثلاثة بليونات دولار في حقوله النفطية، وكان ذلك منذ عام 1999م. والشركات الصينية فيها تُعتبر من أكبر حاملي الأسهم النفطية فيها. كما أن التحالف العسكري بينها وبين الصين على مستوى عالٍ من التطور، فقد أمدّت الصين السودان بكم هائل من الأسلحة المتطورة.
ومن هنا، فإن السياسة الخارجية الصينية نحو أفريقيا أخذت تركّز في الدرجة الأولى على المساعدات الصينية التي تقدمها بكين لهذه الدول بدون مقابل، وعلى النواحي التجارية وفتح الأسواق، والهدف واضح وهو تمكين الروابط بينها وبين دول أفريقيا؛ لأنها تعلم بأن لهذه القارة السوداء مستقبل واعد، وفيها سوق كبيرة، وتتمتع بمناجم كثيرة الخيرات، والمواد الخام سوف تسعف الصين في مسألة توافر الموارد الطبيعية، فلا خيار أمامها إلا البحث عنها خارج حدودها، وقد نجحت بامتياز في تحقيق أهدافها بتعاونها مع أفريقيا.
افضل صديق للعالم هي الصين لان قيادتها تنشد المحبة والتعاون وتتمنى الخير لجميع شعوب العالم دون استغلال لها