باكو، 31 مايو، أذرتاج/
تم تشكيل عدة أنواع من الأسواق في شوشا سبب مرور القوافل والطرق التجارية من إيران إلى أوروبا ومن أوروبا في الاتجاه المعاكس. كان هناك مركز التسوق الكبير فيه أسواق للسجاد والأحذية والمهن المختلفة وما إلى ذلك. كانت هناك أسواق صغيرة في كل حي من أحياء المدينة وكانت تسمى بـ”بازار” أي “سوق صغيرة”. كان هناك عدد من الأسواق في شوشا في القرنين التاسع عشر والعشرين.
صرح الباحث الصحفي واصف غولييف الذي هو مؤلف أكثر من 20 كتاباً عن تاريخ قره باغ، بالإضافة إلى الإثنوغرافيا للأرض القديمة لوكالة أذرتاج أنه “كان “راستابازار” (Rastabazar) شارعاً تجارياً رئيسياً للمدينة. كان هذا الشارع المستقيم الذي كان يمر عبر المركز ويمتد على طول جدران القلعة أحد أكبر المنشآت التجارية. كانت هنا متاجر لأشهر تجار شوشا، مثل متاجر سلع أرشين للمنسوجات والأحذية والملابس والخياطين وصانعي الأحذية والجزارين والخضروات والبزاز وكتاب وصفات الأدوية وصانع القبعات ومحلات العطور. كانت هناك ساحة صغيرة في بداية الشارع ونهايته. منذ بداية “راستابازار” وكانت الساحة الواقعة في بداية الشارع تسمى بـ”رأس السوق”، أي بداية السوق، وكانت الساحة الواقعة في النهاية تسمى بـ”ميدان”.
كان “شيطان بازار” شارعاً ثانياً يبدأ أمام مثوى مبيت القوافل في ساحة المدينة ويمتد في اتجاه سهل سباق الخيول (جيدير دوزي). كانت تقع هناك محلات حداد وحدادة بشكل رئيسي.
كانت “السوق الأسبوعية” (هفته بازار) سوقاً من النوع المعرض في المدينة ويعمل فقط أيام الأحد. كان التجار في الأسواق الأسبوعية من الرعاة وصغار الملاك بشكل رئيسي.
كان “غابان ديبي” (قعر الميزان الكبير) واحداً من أوائل مراكز التسوق الكبيرة في شوشا ويعني “السوق الكبيرة” و”الميزان الكيير”. كان يطلق عليه أحياناً اسم “البازار الأسفل” أو كان هناك شارع منحدر يربط بين “الساحة العليا” و”الميدان الأسفل” (“ميدان التراب”). في منتصف هذا الميدان الذي يتخذ شكل دائرة واسعة في الجزء الشرقي من المدينة كان الميزان بمقياس كبير معلقاً على أربعة أعمدة من الطوب. كان هناك أكثر من مائتي رطل (32 كغم) من الحجارة.
في المساء، كانت الميزان الكبير مقيداً بالسلاسل ومقفولاً. كانت هناك عربات على جانب واحد من الميدان وسائقو العربات على الجانب الآخر. كانت تحضر المنتجات البستانية مثل البطيخ الأحمر والبطيخ الأبيض والبوراكس والبصل والملفوف والقرعة وغيرها من قرى قره باغ ومنتجات الدقيق من داشالتي والملح من ناختشوان والتمور من تبريز والسلع المختلفة من الدول الشرقية والأوروبية وروسيا ومدن مختلفة من القوقاز ومناطق قره باغ يتم توزيعها إلى المشترين والباعة بعدها تزنها في الميزان الكبير. وكانت تباع الأغنام والماعز والأبقار والجواميس والثيران والحيوانات الأليفة الأخرى التي زاد وزنها عن طن في هذه الميزان الكبير، وكذلك المنتجات الخشبية. كان أطراف الميزان الكبير مليئة دائماً بالبضائع المحلية والأجنبية.
على الجانب الأيمن من الشارع الضيق المؤدي من “غابان ديبي” إلى “بازار باشي” (رأس السوق) تقع الصفوف من الخياطين وصانعي الأحذية والشاي والقماش وعلى الجانب الأيسر يقع متجر الجزار ومقهى ومطبخ الأحشاء و”بيتي” ومحل الزيت وزبدة وبزاز وعلاف وعطار وأرز ولوز وكانت هناك محلات صغيرة للحلويات ومحلات الخردوات لليهود. وكان هذا الفضاء الحر والمفتوح يجمع معظم سكان المدينة العاطلين عن العمل لحضور معركة الديوك من “سوق الديك” والكباش من “سوق الكباش” والماعز وسوق المواعز والكلاب من “سوق الكلاب”. كان أطعم أصحاب الديوك يطعمها زبيبهم مع الفلفل المر لتشتعل غضياُ رموها على الأحشاب وتقفز الديوك بعضها على البعض ولم تتوقف حتى يضرب أحدهما الآخر على رأسه أو على الأقل يضرب عينيه. من ناحية أخرى، تقوم الكباش التي يتم تغذيتها بشكل خاص بوضع الحناء على رؤوسها وتليين قرونها، وتعليق التمائم حول أعناقها لحماية من العين. لم تغادر حتى تلتق وجها لوجه وغرق بعضهم البعض حتى تستنفد.
كان معظم الموسيقيين الذين عزفوا وغنوا في تجمعات صغار الحرفيين والتجار في الشوارع والأسواق ومراكز التسوق الكبيرة ويأتون إلى “غابان ديبي” من وقت لآخر لكسب لقمة العيش. كان الدراويش يأتون إلى هنا من إيران، خاصة في فصلي الربيع والصيف وكانوا يرون قصصاً غريبة وأحياناً وجهاً لوجه ويتحدثون مع بعضهم البعض. وكانوا يلعبون مع القرود والثعابين ويظهرون ألف حيلة. في بعض الأحيان، كان أي شخص يريد أن يسحروه من ثعبان حتى لن يعضه أي ثعبان آخر لاحقاً.
كان السماسرة الذين يبيعون البضائع بأيديهم يجوبون في الشوارع ويصطف الحمالون الإيرانيون في انتظار الزبائن وحين غياب العمل يتبدلون بهمومهم بعضهم للبعض أو يجلسون في الزاوية وينعسون مع البردعة على ظهرهم.
كانت مجموعة من العاطلين عن العمل تمضي أيامهم في “البازار الأسفل” في المدينة. لم يمس أحد الناس المجتمعين هنا. من وقت لآخر، يأتي مسؤولو الضرائب إلى السوق فقط لتحصيل الضرائب من المتاجر.
وكان مبيت “أوغورلو بيك جوانشير” للقوافل وحمامات مع محلات الحلاقة ومحلات البقالة ومتاجر العطور تقد خدمات مناسبة لضيوف المدينة. كان هناك دائماً الجشد الكبير من الناس في ساحة السوق هذه حيث كانت تتم جميع أنواع التجارة والألعاب. كانت “غابان ديبي” التي ظلت تعمل حتى عشرينيات من القرن الماضي بمثابة قاعدة مبيعات شوشا لسنوات عديدة ولعبت دوراً مهماً في تطوير اقتصاد المدينة.