CGTN العربية/
يعد مشروع منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر الذي تنفذه الشركة الصينية المحدودة للهندسة المعمارية (CSCEC) هو أكبر مشروع تتولى تنفيذه شركة صينية في مصر حتى الآن. كما أنه نموذج للتعاون بين الصين ومصر في إطار مبادرة “الحزام والطريق”.
بعد الانتهاء من تنفيذ المشروع، سيكون لدى مصر منطقة أعمال مركزية على مستوى عالمي وأعلى مبنى في أفريقيا، ما سيعمل على تطوير الحزام الاقتصادي لقناة السويس والحزام الاقتصادي للبحر الأحمر في مصر، وتعزيز تنفيذ برنامج النهضة الاقتصادية المصرية.
مهندس المعمار الصيني تشاو مينغجي، هو أحد المشاركين في هذا المشروع النموذجي. قال تشاو مينغجي إنه يشارك في بناء المبنى الذي سيكون الأعلى في أفريقيا بارتفاعه يبلغ 385 مترا. بالإضافة إلى ذلك، فهو يساهم أيضا في بناء 20 ناطحة سحاب، بما في ذلك أعلى مبنى سكني بارتفاع 197 مترا و49 طابقا، ومبنى تجاري شاهق وفندق راقي، ومنطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر. تبلغ مساحة البناء الإجمالية حوالي 1.7 مليون متر مربع، والتي يمكن أن تستوعب 5 ملايين شخص. يقول تشاو مينغجي: “زار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مشروعنا ما لا يقل عن خمس مرات، وكان رئيس الوزراء المصري يأتي في كثير من الأحيان. لقد جذب هذا المشروع انتباه وسائل الإعلام المحلية. لم نوفر الكثير من فرص العمل للعمالة المحلية فحسب، بل أدخلنا تكنولوجيا البناء الصينية المتقدمة إلى مصر.”
وفقا للتقارير، توظف شركة المحدود الصينية لهندسة المعمارية مئات الموظفين المحليين للإدارة في مصر، وقد وصل عدد العمال إلى 5000 في ذروة البناء. نظرا لأن مصر ليس لديها خبرة في تشييد ناطحات السحاب، فقد شجع وصول المهندسين والموظفين الصينيين أيضا توظيف وتطوير مصانع الصلب والأسمنت والخرسانة المحلية وغيرها. بالإضافة إلى ناطحات السحاب تلك، والتكنولوجيا المتقدمة، وبيانات العمالة الاقتصادية الملموسة، فقد قاموا أيضا بتدريب الأكفاء وأفراد العمالة المحلية.
قال تشاو مينجي: “لقد قمنا بتدريب عدد كبير من المهندسين المصريين المحليين وقمنا بتعليمهم التكنولوجيا ومفاهيم إدارة الشركة. وأثار تخطيطنا والبناء الآمن والمتحضر إعجاب المهندسين المحليين وهذا ما جعلنا نشعر بالفخر.”
الأهم من ذلك، ونتيجة للتعاون في مثل هذه المشاريع، أصبح هناك تقارب بين الشعبين الصيني والمصري. يعتبر “التواصل بين قلوب الشعوب “أحد العناصر المهمة في بناء مبادرة “الحزام والطريق”. “لقد وجدت أن الموظفين المصريين المحليين يمكنهم التحدث باللغة الصينية، وكان بعض الموظفين المصريين يقولون مازحين “أنا صيني” باللغة الصينية.” ويعتقد تشاو مينغجي أن هذا رمز للتكامل بين الثقافتين الصينية والمصرية.
الهرم مصنوع من الأحجار، كما أن بناء “الحزام والطريق” مهمة كبيرة تتطلب المثابرة والاستمرار. فالمهندسين الصينيين كتشاو مينغجي وغيره هم أحجار لبناء “الحزام والطريق” بين الصين ومصر.