خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
أذربيجان دولة وقيادة قُدوة العَالم وجنّة الإنسان
بقلم: الأُستاذة رويدا عبد الكافي*
*كاتبة ومثقفة يمنية وناشطة إجتماعية.
آثرتُ أن أكتب مقالتي الأولى هذه عن جمهورية أذربيجان الشقيقة بشكل عام دون تخصيص في عنوانٍ، لتعريف مواطننا اليمني بخاصة والعربي بعامة على شؤونها وشجونها وتطلعاتها وأحلامها العادلة والمشروعة.
على الرغم من أن هذه الدولة صغيرة المساحة، وقليلة في عديد سكانها، إلا أنها غنية وكبيرة وعظيمة بقيادتها السياسية التاريخية، أبتداءً من الرئيس حيدر علييف رحمة الله عليه، وحاليًا فخامة السيد العظيم إلهام علييف الذي تسلّم في وقت سابق راية الدولة لقيادتها الآمنة في أحلك سنيّها إلى بر الأمان والازدهار والتألق، بعد أن هاجمها الاستعمار الأرميني الاستيطاني التاريخي وقضم أجزءاً واسعة منها بلغت أكثر من عشرين بالمئة من ترابها الطهور، هذا غير تلك الأراضي التي داومت أرمينيا وجماعاتها المُنفلتة على الاستيلاء عليها خلال الحكم السوفييتي، على مرآى ومَسمَع القيادات السوفييتية البائدة، وأمام أنظار أعضاء وممثلي دول المَعمورة الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة و (كِبار) العَالم الذي يَدّعي التمدّن.
كانت سياسة أرمينيا العدوانية ومازالت في تناقض تام وتعَارُضٍ مع ميثاق “الأمم المتحدة” التي فشلت فشلاً ذريعًا في توحيد الجهود الدولية والأقليمية حول بحر قزوين وفي آسيا لتحرير أراضي الدولة الأذربيجانية من أولئك الذين يَندى جبين الأنسانية لأفعالهم الوضيعة والتي لم ولا تتفق مع مبادىء الإنسانية وحقوق الإنسان وتعاليم السماء.
تُعد أذربيجان موطن أول بئر نفط في العالم، تم حفره في منتصف القرن التاسع عشر، وقد ساهمت خلال الحرب العالمية الثانية في تعزيز إنتصار الإتحاد السوفييتي في مواجهة النازية والفاشية، فقط شكّلت أذربيجان سَدًّا منيعًا لحماية الجبهة السوفييتية الجنوبية والغربية كذلك، وقاتل الأذربيجانيون في الصفوف الأولى على الجبهات السوفييتية الألمانية، حيث قدّمت باكو قوافل الشهداء ومعظم نفطها للجيش الأحمر السوفييتي، أبتداءً بوجوده على “الجبهة الأوروبية الشرقية”، وليس انتهاءً مع وصول المحررين السوفييت إلى برلين مَعقل أدولف هتلر ومقر الرايخستاغ.
ولكن يبدو أن إمتلاك أذربيجان للذهب الأسود، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الإستراتيجي كعقدة لطرق المواصلات والاتصالات بين أوروبا الشرقية وآسيا الغربية، قد جعل التراب الأذري مُعرّضًا للأطماع الأجنبية المتلاحقة والغزوات المتكررة، حيث تعرضت البلاد للحروب الطويلة الأمد، ولغيرها من المواجهات، وهبَّ الأذريون لردع المُستعمِر(بفتح حرف “ع”)، إلا أن أشرس حرب تخوضها أذربيجان هي حربها التحررية الشاملة مع جارتها أرمينيا الفالتة من عِقالها، والتي لم تتوقف حتى في العصر الحديث، بل ومنذ ما قبل 1988 والعصور السابقة، وإلى نهايات العام المنصرم 2020م، عن قضم أراضي أذربيجان خطوة بعد أخرى، واحتلت منطقة “ناغورنو قاراباغ” الكبيرة والواسعة والغنية بثرواتها الطبيعية. العدوان الأرميني على هذه المنطقة خلّف عشرات الشهداء الأذربيجانيين بجريرة العدوان الأرميني الذي يتسم بروح فاشية واستعلاء قومي غير مسبوق، تشجبه قوانين العالم المتمدن، وتعاليم السماء، وتنتفض حتى الأديان والمبادئ الوضعية لمديات رجعيته وجرائمه الوحشية.
وعلى الرغم من الحروب المتواصلة التي تعيشها دولة أذربيجان، سواء الحروب العرقية أو تلك التي توظّف الدين للعدوان عليها، إلا أن الحكومة الأذرية استطاعت أن تتغلب على هذه العقبات والعدوانات وأوقفت نقل صراعات الآخرين إلى أرض وطنها المسالم، فغدت باكو تتبوأ مكانة أولى في مقدمة الدول المدنية، فهي أول من أقام دولة مدنية وعلمانية في الشرق الكبير.
في أذربيجان التي تعتز بقوانينها وشعبها المنفتح والمعتدل، يمنح البرلمان الأذري وقوانين الدولة المرأة حق التصويت وحقوق أخرى كثيرة جدًا، أسوة بالرجل، مما يجعل من أذربيجان الأمة الإسلامية الأولى التي توفر للمرأة حقوقاً سياسية مساوية للرجل، وتسبق “باكو” في هذا الإنجاز بريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى كثيرة جدًا.
يكفينا فخرًا واعتزازًا، أن السيدة الأولى مهربان علييفا، مستشارة رئيس الدولة السيد إلهام علييف، تتميز بمكانة دولية، وموقع عالي في شؤون عديدة تختص بها، وهي التي أنهت علومها العليا في أهم المؤسسات التعليمية، إضافة لكونها سليلة عائلة وطنية وعلمية شهيرة، وتعتز أذربيجان وشعبها بالسيدة علييفا، التي تشغل مكانة بارزة في الدولة ويومياتها وفي العالم أيضًا، كمِثال للمرأة المتقدمة في كل مجال وفضاء.
وللحديث بقية عن السيدة والأُخت الكبيرة علييفا، التي نفخر بمكانتها وجهودها على كل صعيد وفي كل مكان تصل إليه، لتأخذ به إلى تقدم متواصل سويًا مع رفيق دربها السيد المُلهَم إلهام علييف العظيم حفظه ألله ورعاه وسدّد خطاه الوطنية والأممية والتاريخية.